الجمعة، 2 سبتمبر 2011

طرق الاحتيال على عيديّة العيال


بقلم: عبدالعزيز بن حارب المهيري

سامح الله عيالنا!!
         يضعون أمامنا النقود التي جمعوها من العيدية، وما عرفوا أن الآباء يضعفون أمام الفلوس، هم يتحمّلون إثم تفكيرنا في الاستيلاء على أموالهم، فالأموال التي نصرفها قبل العيد على الملابس والحقائب والأحذية والصالونات والحنّا والعيدية تكسر الظهر، تنظر إلى عيديتهم وتقول في نفسك يا إلهي!! إنهم يكسبون كثيرا، يا ليتني كنت طفلا فأفوز فوزا عظيما.
        وليت الأمر يتوقف عند التفكير، بل يتعداه إلى صراع مع النفس..هل ما أفعله يقع في نطاق السرقة ؟ هي يمكن أخذ العيدية بنية القرض الحسن مثلا؟ أسئلة كثيرة محيّرة، وما هي إلا لحظات ويقفز إلى ذهنك حديث نبوي شريف، غاب عنك أعواما عديدة "أنت ومالك لأبيك" عندها فقط تغشاك الطمأنينة والسكينة، ويشرح الله صدرك في أن ما ستقوم به أمر جائز شرعا.
         في هذا المقال البسيط سأشرح بطريقة عملية مبسطة طرق الاحتيال على عيديّة العيال، أقول وبالله التوفيق، لو دقّقت قليلا في عيالك لوجدت واحدا على الأقل يقوم بعد فلوس العيدية التي عنده بشكل دائم ومتكرر، وهناك دلائل أخرى تستطيع من خلالها التعرف على هذا الطفل الموهوب وهي كالتالي:-
·      يجد صعوبة في استخراج وإرجاع (البوك) المحفظة إلى جيبه، وهذا هو السبب الأساس لإصابة العديد منهم بــ (عْصبة) أو نط العرق في صبيحة ثاني العيد.
·      عندما يحسب الفلوس يقوم (بالتبسيط) والعدّ على الأرض وليس على طاولة، أما العدّ على الطاولة فهي من العادات الدخيلة.
·      يقوم بترتيب الفلوس بحسب الفئات، فالورقة النقدية أم عشرة دراهم مع الأخريات من نفس الفئة، وهكذا.. تنبيه إذا اكتشفتَ أن ورقة نقدية واحدة من فئة العشرين درهم مثلا اندست بالخطأ بين فئة العشرة دراهم فلا داعي للقلق، هناك هامش خطأ مقبول ومسموح به لا يتجاوز الـــــ 15% .
·      العلامة الرابعة وهي مهمة.. ستلاحظ أنه - فجأة وأثناء ما يقوم بعدِّ وترتيب الفلوس- يمسك بورقة نقدية، وينظر إليها من الجهتين، كأنه يراها لأول مرة مع أنها ورقة عادية جدا لا تختلف عن باقي الأوارق، يا ُترى ما التفسير العلمي لهذا التصرف الغريب؟ الجواب.. الطفل في هذه اللحظة حصل له فصل في دماغه من كثرة العدّ، وهذا التصرف الغريب هو بمثابة reformatting للمخ، مرة ثانية الموضوع لا يدعو للقلق.
         إذا توفرت ثلاث نقاط - على الأقل- من النقاط السابقة فاعلم أن هذا هو هدفك الذي يجب أن تركز عليه، حاول أن تردّد على مسمعه دائما العبارة التالية "البيزات يوم يعدّونها تنقص"، ثانيا قم بترديد تلك العبارة على مسمعه، ولكن لا توجهها إليه بشكل مباشر، كأن تخاطب أمه قائلا: "بتصدقين أم فلان البيزات يوم يعدونها تنقض"
         أخيرا اطلب من زوجتك مساعدتك في أن تُضمّن تلك العبارة في قصة يحبها طفلك، وأن تقرأها له قبل النوم، وحتى أُقرّب الصورة أكثر.. قصة السلحفاة والأرنب المشهورة على سبيل المثال؟ المعروف أن السلحفاة في القصة سبقت الأرنب.. لماذا؟ ليس للسبب الذي نعرفه جميعا، بل لأن الأرنب كان منشغلا بالبحث عن الفلوس التي ضاعت منه بسبب أنه كان يعدها كثيرا في صباح العيد، ولذلك سبقته السلحفاة، لاحظتم كيف؟
         بعدها ستتشكل قناعة لدى الطفل بأن الفلوس عندما تُعد تنقص، ستجد محفظته ملقاة في مكان ما، قبل أن تضع يدك على محفظته.. النّيّة هنا مهمة، لتكن نيتُك أنك سترجع ما ستأخذه في يوم ما، وقولك "في يوم ما" يُخرجك من الحرج الذي قد يقع لو أنك حددت موعدا معينا ولم تستطع الالتزام به، اتركها للتساهيل (وهذا ويهي جان تسهلت قبل خمسة عشرة سنة على الأقل) والحقوق تسقط بالتقادم (ما عليكم دارسنّها عدل).
        احذر أخذ النقود من فئة الخمسة دراهم، لأنهم يعرفون جيدا ماذا تعني، ولديهم حساسية مفرطة تجاه هذه الفئة، يزعلون إذا فقدوها أكثر من زعلهم على فقد المئة درهم، نقطة جوهرية أخيرة.. يصادف أحيانا أن يكون بحوزة بعض الأطفال ورقة نقدية من فئة 1000 درهم في هذه الحالة أرجو الاتصال بي سأحضر شخصيا، ولن أختلف معكم على النسبة.
         إذا كان أطفالك ورثوا جينات كثيرة من أمهم، فقد يكتشفون مبكرا مسألة السرقة.. عفوا السلفة، ويأتونك شاكِين، عندها قل بنبرة المنتصر: "ألم أقل لك أن من يعدّ الفلوس تنقص منه؟" في هذه اللحظة أرجوك رجاء حارا انظر إلى ملامح وجهه ..مزيج من الحزن والإحباط والصدمة والرغبة في البكاء.. لماذا؟ لأنه يعرف ويعرف جيدا أن من يعد الفلوس تنقص منه، بعدها سيولّي مدبراً، وبدون أن ينبسْ ببنتِ شفة (يولي مدبرا.. وبنتِ شفة؟؟ (يا جماعة في حَدْ من العصر الجاهلي موجود معانا؟) وما إن يختفي عن ناظريك، يحقّ لك الاحتفال، فقد نجحت الخطة بجدارة، قف على رجليك، ولا مانع من أداء مقطع قصير وصامت من رقصة الفكتوري دانس، احذر أن تراك الشغالة فتسقط هيبتك أمامها.
         أخيرا هناك سؤال دائما ما يوجه إليّ.. هل يمكن أن يكون في الأسرة الواحدة أكثر من طفل على هذه الشاكلة بحيث يمكن استغلاله عفوا الاقتراض منه؟ فأقول لمن يسأل هذا السؤال هذا يعتمد على نسبة الجينات التي ورثوها منك أيها الأب، فإذا ورثوا منك جينات كثيرة فاعلم أن في المستقبل القريب رزقٌ كثير يسوقه الله إليك.

هناك 4 تعليقات:

  1. بغيت أسألك يا أستاذ عبدالعزيز
    هل تنصح بالتحالف مع أم العيال في تنفيذ العملية؟

    ردحذف
  2. نعم يا أخ عبدالله لا بد من التحالف مع أم العيال
    أساسا المرحلة الثالثة لا يمكن القيام بها بدون هذا التحالف
    لكن في مجازفة قد تطلب أم العيال نصيبها من العملية أو نسبة معينة نصيحة لوجه الله خذ انت النسبة واترك الباقي لها
    طيب هل هناك خطة للاحتيال على أم العيال مشابهة للخطة التي استخدمناها مع العيال أنفسهم الجواب لا يوجد أقولها وبشكل واضح لايوجد خلال الألفية المنصرمةكانت هناك محاولات عديدة لم تجدِ نفعا أنا على المستوى الشخصي جربت مرة واحدة فقط قبل عشرين سنة وأعلنت الاستسلام ورفعت الراية البيضاء تحياتي - عبدالعزيز حارب

    ردحذف
  3. هههههههه اهم شي انك تأقلمت مع ام العيال .. ^^"
    ما شاء الله عليك كتاباتك ممتعه ورائعه ..
    وعن سالفة العيديه الوالده معودتنا تاخذ عيديتنا وتدخله بالبنك ..
    صح مرات تاخذهم لانها محتاجه ما نقولها شي وعلى قولتك سلف وترجعه لنا ..
    انا برااي تكون صريح ويا اليهال على الاقل لي كبر ما يحس انه انقص عليه ..
    واليهال بطبيعتهم يحبون يساعدون الغير (مو الكل اكيد) ومنه تقدر تنتصر على ام العيال ..
    السموحه على التفلسيف وربي يوفقك ..

    ردحذف
  4. عيالنا ما ينضحك عليهم اسأله في اي دقيقة كم عيديتك و يقولك بالبيسة(مثلا 25 ريال و 100 بيسة حتى الـ100 بيسة ما ينسوها) و حكاية يوم تعدوهم ينقصوا ما تمشي عليهم عفاريت
    بس في طريقة ثانية...هم ما يحطوا العيدية معهم يعطوا امهاتهم يضموهم و هنا تبرز اهمية التحالف مع ام العيال

    ردحذف